الأحد، 6 ديسمبر 2015

كيف أصلّي؟ ((الصلاة))

كيف أصلّي؟((الصلاة))



معنى الصّلاة وأهميـّتها
من أهمّ الأحاديث التي تعبّر عن موقع الصّلاة في الدّين وأهميّتها قول الباقر:"الصّلاة عمود الدين"1. فالصّلاة هي العبادة الأولى من حيث الأهمّيّة، وهي وصيّة الأنبياء وقرّة أعينهم، وهي مفتاح الجنّة وقربان كلّ تقيّ. بها يتطهّر الإنسان من الذّنوب، وبها يتنزّه عن الكبر والعيوب، وذلك فيما إذا أُعطيت حقّها وأدّاها الإنسان بحضور قلب وخشوع.

قال النبيّ: "ليكن أكثر همّك الصّلاة، فإنّها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدّين"2.
وبتعبير آخر هي الحدّ الفاصل في حياة الإنسان، فهي أوّل ما يُسأل عنه يوم القيامة، وهي الّتي إن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدّت رُدّ ما سواها، وترك الصّلاة من دون عذر في الإسلام مساو للكفر، لأنّ ترك الصّلاة معناه قطع الصّلة والعلاقة مع الله عزّ وجلّ. ولذلك ورد عن النبيّ: "من ترك الصّلاة متعمّداً فقد كفر"3. والصّلاة أيضاً فرصة للإنسان للوصول والارتقاء، فهي معراج المؤمنين ولذّة العارفين. ولقد كانت الصّلاة راحة لرسول الله وأحبّ أمر له في هذه الدّنيا.

قال النبيّ: "لو صلّيتم حتّى تكونوا كالأوتار، وصمتم حتّى تكونوا كالحنايا، لم يقبل الله منكم إلّا بورع"4.

مقدّمات الصـّلاة

للصّلاة مقدّمات عديدة، نأتي على ذكر أهمّ مقدّماتها وهو الوضوء. فالوضوء يُعتبر مقدّمة واجبة للصّلاة، بحيث تُعتبر الصّلاة من دون وضوء باطلة. ولذلك يجب الالتفات إلى أنّ عدم الإتيان بالوضوء بشكل صحيح، ومطابق لما أمر الله عزّ وجلّ به مبطل للصّلاة أيضاً. وعليه يتوجّب على الإنسان المؤمن الحرص على تعلّم الوضوء بشكل صحيح من أوّل تكليفه حتّى لا يقع في إشكال إعادة كلّ ما عليه من صلاة لاحقاً. والوضوء كما الصّلاة يطهّر الإنسان من الذّنوب، وهو نور للقلب وصفاء للباطن. ولذلك من المهمّ الحرص على البقاء على طهور دائماً.

كيفيـّة الوضوء

بداية يجب أن تكون جميع أعضاء الوضوء طاهرة وخالية من أيّ حاجب يمنع من وصول الماء إليها. وأعضاء الوضوء هي:
الوجه – اليدان إلى المرفقين – مقدّم الرأس – وظاهر القدمين إلى المفصل.
وعلى المكلّف أن ينوي الوضوء قربة إلى الله تعالى قبل الشروع بعمليّة الوضوء.

الخطوة الأولى في عمليـّــة الوضوء: هي غسل الوجه. وحدود غسل الوجه هي من منبت الشّعر إلى طرف الذّقن طولاً، وما طالته الإبهام والسبّابة عرضاً، على أن يقوم بعمليّة الغسل من فوق إلى تحت دون العكس، لأنّ النّكس مبطل للوضوء. ويجب غسل الوجه مرّة واحدة، والمرّة الثانية مستحبّة.

الخطوة الثّانية: غسل اليد اليمنى من المرفق إلى أطراف الأصابع، ثمّ بعد ذلك اليد اليسرى بنفس الطّريقة، ويجب الشّروع بالغسل من فوق المرفق لإحراز دخول كامل المرفق ضمن عمليّة الغسل. وكما في الوجه لا يصحّ النّكس عند غسل اليدين، وبالتالي الإتّجاه الصّحيح في غسل اليدين هو من المرفق إلى أطراف الاصابع.
ويجب غسل اليمنى مرّة ويستحبّ مرّة ثانية، أما اليد اليسرى فيجب غسلها مرّة واحدة، ولا مورد لغسلها مرّة ثانية.

الخطوة الثّالثة: مسح مقدّم الرّأس، ويستحبّ أن يكون بمقدار ثلاثة أصابع مضمومات، مع اشتراط كون مقدّم الرأس جافّاً حين المسح.

الخطوة الرّابعة: مسح ظاهر القدم اليمنى بباطن اليد اليمنى، وظاهر القدم اليسرى بباطن اليد اليسرى، والمسح يكون من أطراف الأصابع إلى مفصل القدم، مع اشتراط كون ظاهر القدم جافّاً حين المسح.

كيفيـّة الصـّلاة

الصـّلوات اليوميـّة الّتي فرضها الله عزّ وجلّ علينا هي خمس صلوات
1ـ صلاة الصّـبح: ووقتها من طلوع الفجر الصّادق إلى ما قبل شروق الشّمس، وهي ركعتان.
2ـ صلاتا الظّهر والعصر: ووقتهما من الزّوال إلى ما قبل المغرب الشّرعيّ للشّمس، وكلّ واحدة منهما أربع ركعات.
3ـ صلاتا المغرب والعشاء: ووقتهما من المغرب الشّرعيّ للشّمس إلى ما قبل منتصف اللّيل، وصلاة المغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات.

ويجب على المصلّي أن يكون متوضّئاً ومستقبلاً القبلة، ولابساً ملابس طاهرة وساترة للعورتين بالنّسبة إلى الرّجل، أما بالنّسبة إلى المرأة فيجب أن تكون أجزاء بدنها كلّها مستورة ما عدا الوجه والكفّين.

وكما ذكرنا في الوضوء، فإنّ الصّلاة تحتاج إلى نيّة لأنّها من الأعمال العباديّة التي يُتقرّب بها إلى الله عزّ وجلّ. والنيّة هي أوّل جزء يجب على المصلّي الاتيان به قبل تكبيرة الإحرام. ثمّ يشرع المصلّي بتكبيرة الإحرام وهي الجزء الثّاني، ثمّ يتدرّج بإتيان باقي أجزاء الصّلاة من دون زيادة أو نقصان. وباقي أجزاء الصّلاة هي: القيام – القراءة – الرّكوع – السّجود – الذّكر – التّشهّد – التّسليم – التّرتيب – الموالاة.

وأجزاء الصّلاة منها ما يُعدّ ركناً بحيث تبطل الصّلاة بزيادتها أو نقصانها عمداً أو سهواً، ومنها ما لا يُعدّ ركناً، بحيث تبطل الصّلاة بزيادتها أو نقصانها عمداً لا سهواً.

وأركان الصّلاة هي: النيّة – تكبيرة الإحرام – القيام حال تكبيرة الإحرام وحال الهويّ للركوع – الرّكوع – السّجدتان معاً.

*'طريق المعارف, سلسلة المعارف الإسلامية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1-وسائل الشيعة:ج3,ص17
2-ميزان الحكمة، ج2، ص1626
3-م,ن,ج15,ص320
4-بحار الأنوار، ج81، ص258

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق